Created by Crazyprofile.com

   
  مركز الأقسام التحضيرية للأداب
  الطبيعة
 

الطبيعة

لعل كلمة "طبيعة"من الكلمات الشائعة جدا في حياتنا اليومية و التي تأخذ في المجال الفلسفي حيزا مهما.فهي مثل المصطلحات الدارجة التي ما أن نصادفها في الاستعمال الفلسفي حتى تكون المهمة الأولى للفلسفة اتجاهها هي"تنقيتها"من دلالاتها العاطفية أو الغامضة.

غير أن التنقية لا تنتهي إلى تطهير كامل،كما قد يتبادر إلى الذهن، بل قد تؤدي إلى الإبقاء على نواة دلالية تدور حولها تنميطات فلسفية خاصة.

و يمكن أن نبلغ تلك الخصوصيات الفلسفية التي تدور في فلك"الطبيعة"كمصطلح فلسفي ظهر بقوة في الفكر الأرسطي من خلال النظر في الدلالات التالية:

-يستعمل لفظ الطبيعة للدلالة على الحقول و الغابات وباقي مكونات الطبيعة بما هي لفظ دارج، وهذا المعنى ينطوي في ذاته على معنى المدنية والمدينة التي تتسم بها.

-ويستعمل النعت"طبعي"لوصف عدة أشياء، قاصدين بذلك أنها لا تفسق عن المألوف والقوالب الجاهزة والآنية.وقد يقال"منتج طبعي" للدلالة على خلوها من كل مادة كيماوية اصطناعية ومن هنا فالطبيعة تقابل الاصطناع.يتراءى لنا من خلال عرض هذه الدلالات أن ثمة تدرج في الدلالة من المعنى المادي للفظ إلى معنى مجرد.

وإذا كان الإنسان يتميز بطبيعة خاصة، فما هي هذه الطبيعة؟

إن الفلسفات التقليدية التي حددت الإنسان بأنه حيوان عاقل و سياسي،إنما حددته من خلال ماهية تميزه عن باقي الكائنات مطلقا.ومهما كان ذلك التحديد، فهو ينطلق من ماهية ثابتة تمثل طبيعة الإنسان و تسبق ماهيته.فالإنسان يولد إنسانا،وقد كان إنسانا منذ الأزل وسيظل كذلك.هذه الماهية الثابتة  و الكونية و القبلية، تهم النوع البشري،وما يبدو من اختلافات فردية هو عوارض لا تمس حقيقة الماهية.

إن تحديد الإنسان بأنه ذو طبيعة عاقلة يطرح إشكالية   معنى العقل ودوره في توجيه سلوك الإنسان.هل هو مجموع المبادئ والقواعد التي نعتمدها في استدلالاتنا ؟ أم هو القدرة على السجال و التركيب وتصور الأوضاع الجديدة.إن العقل نفسه يتحدد بالتغير و تجاوز ما هو ثابت   و معطى


إلا لظل محصور في حالة أولية تمنعه من اكتساب قدرته على التجديد والتجدد وادا اعتبرنا العقل من جهة دره في الحياة البشرية وجدنا أن مشكلة الإنسان الأساسية انه لم يستطع رغم انجازاته العقلية تجاوز غرائزه التي يصدر عنها العنف والعدوان ومن هنا تتبين لنا الصعوبة التي تواجه كل محاولة تسعى إلى حصر الإنسان في طبيعة ثابتة مثلما حاول التصور الماهوي .

وقد خلص العديد كمن الفلاسفة إلى أن الطبيعة الإنسانية هي   السبب الرئيس لاستعدادات الإنسان الثابتة تتجلى هده الطبيعة عندما نرفع عنها التغيرات التي لحقتها من اكراهات الحياة ومن العادات الاجتماعية وتبدو تلك الاستعدادات مند الولادة في الاستجابة لتاتيرات الحيلة حسب ما نثيره فينا من أحاسيس اللذة أو النفور تم حسب ملاءمتها لنا وأخيرا حسب حكمها العقلي المنبثق من فكرة السعادة والكمال هده الاستعدادات المكونة للطبيعة الإنسانية الأولى .يجب البحت عنها خلف حجب العادات والآراء المسبقة ,اد إنها تحرف الطبيعة الإنسانية عن مسارها وتفسدها.

ورجوعا إلى دلالات الطبيعة التي لا قصر لها ,حري بنا أن نلقي البال إلى  ما دهب إليه أرسطو من قول أن الطبيعة بوصفها ماهية مبدأ وعلة ,ا ي أن الطبيعة كانت سببا مباشرا في إيجاد الكثير من الموجودات والسؤال الذي يطرح نفسه هو "من أين استمدت الطبيعة مناهجها ؟".

انه التأمل والاعتبار في كل حيثيات الطبيعة ليقود بنا إلى اعتبار قوة خارقة تسمو على الطبيعة وتجعلها تنساق وفق قوانين وسنن كونية وتلك دلالة دامغة على وجود الله مبدع الكون وصانعه.فلو كانت الطبيعة هي العلة الأولى لكل ما هو موجود,لما استطاع الإنسان الحقير أن يجعلها طوعا له ويدللها كما يشاء سعيا وراء التنقيب .ومن هدا المنطلق نثبط دعاوي معارضي العبودية لله والتدين :فكما يتراءى لنا أن تلك الاعتقادات الواهية والمسلمات المنخرمة لاسند لها من واقع أو علم فالطبيعة لاتسلمنا المقصود الخفي الثاوي وراءها للوهلة الأولى .

أن الطبيعة بما هي مكتسبة وفطرية تعيش حالة متخيلة اكتر منها حالة تاريخية فعلية ,تلعب دور مرآة تعكس حالة المجتمع والانسان فهي فرصيه تمكن من تقييم ما يدين به الإنسان إلى المؤسسات .

انجاز التلميذ:اسامة شابعى

 
 
   
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement